السبت، 28 سبتمبر 2013

بني العباس

السادة آل العباس المكيون
10-13-2008 10:56 PM

بسم الله الرحمن الرحيم








الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده,سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الأطهار وصحابته الكرام,وبعد:




السادة العباسيون المكيون


image




السادة بنو عشيرة آل عباس المكيون القرشيون، يرتقون بالنسب إلى الحبر ترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ويعدون من العشائر العباسية القديمة بمكة حرسها الله.عشيرة مكية زمزمية اشتهرت بالأذان في الحرم المكي والعناية بسقاية ماء زمزم المبارك ضمن طائفة الزمازمة إحدى مكونات المجتمع المكي والتي تضم عدة آسر منهم السادة آل الحسني والسادة آل كوشك وقد تولى آل عباس مشيخة الزمازمة خلال حقب زمنية مختلفة، وآل عباس المكيون ينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ:
-آل الشيخ محمود بن سليمان
-آل الشيخ محمد حسن (المؤذن بالمسجد الحرام 1309-1390هــ)
-آل الشيخ يحيى بن أحمد(شيخ طائفة الزمازمة عام 1306هــ)
تجتمع الفروع الثلاثة في الجد العاشر الجامع الزمزمي الشيخ محمد آل عباس والذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري، وأوقف دوراً على ذريته بمكة قائمة حتى اليوم ، ويقارب عدد الذكور الثلاثمئة، كبارهم يقطنون موطن أجدادهم مكة المكرمة والبعض انتقل مؤخرا إلى محافظة جده.


image

مبنى سقاية العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه



السادة آل عباس وسقاية الحاج:

عني آل عباس بسقاية زمزم وارتبط تاريخهم بذلك لقرون، امتدادا لما كان عليه أجدادهم من أمر سقاية الحاج فعن عبد الله بن أبي رزين عن علي قال: قلت للعباس سل لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الحجابة. قال فسأله فقال، صلى الله عليه وسلم: أعطيكم ما هو خير لكما منها، السقاية بروائكم ولا تزروا بها.و عن ابن عمر قال: استأذن العباس بن عبد المطلب النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يبيت ليالي منى بمكة من أجل سقايته فأذن له.
وعن مجاهد قال: طاف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ناقته بالبيت معه محجن يستلم به الحجر كلما مر عليه، ثم أتى السقاية يستشفي، قال فقال العباس: يا رسول الله إلا نأتيك بماء لم تمسه الأيدي؟ قال: بلى فاسقوني، فسقوه ثم أتى زمزم فقال: استقوا لي منها دلوا. فأخرجوا منها دلوا فمضمض منه ثم مجه من فيه ثم قال: أعيدوه فيها، ثم قال: إنكم لعلي عمل صالح، ثم قال: لولا أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم.
و عن حسين ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال: حدثني جعفر بن تمام قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أرأيت ما تسقون الناس من نبيذ هذا الزبيب، أسنة تتبعونها أم تجدون هذا أهون عليكم من اللبن والعسل؟ فقال ابن عباس: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أتى العباس وهو يسقي الناس فقال اسقني، فدعا العباس بعساس من نبيذ فتناول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عسا منها فشرب ثم قال: أحسنتم، هكذا اصنعوا، قال ابن عباس: فما يسرني أن سقايتها جرت علي لبنا وعسلا مكان قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أحسنتم هكذا افعلوا.و عن مجاهد قال: اشرب من سقاية آل العباس فإنها من السنة.


وقد شاركت عشيرة آل عباس في السقاية من خلال طائفة الزمازمة إحدى مكونات المجتمع المكي وأركانه والمشابهة للطوافة من حيث الترتيب والتنظيم، والزمزمي مسمى قديم ظهر في عهد التابعين فأول من نعت به التابعي الجليل علي السجاد بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث أورد ابن عساكر في تاريخ دمشق آبيات في مدح التابعي علي السجاد العباسي أنشدها الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب المطلبي الهاشمي، وجاء فيها:




يا أيّها السائل عن عليّ
تسأل عن بدرٍ لنا بدريّ
عبنّكٌ في العيص أبطحيّ
سنايله عزته مضيّ
أغلب في العلياء هاشمي
ولين الشيمة شمريّ
ليس بفحّاشٍ ولا بذيّ
مردّد في الحسب الزكيّ
حل محل البيت زمزميّ
قرم لنا مبارك عباسيّ




والزمازمة يرتبون أمر سقاية زمزم لحجاج بلدان معينة إما بتفويض من السلطة أو من الباب العالي، فالزمزمي يشرف على سقاية حجاج بلد ما ويرتب ذلك من خلال عدد من العمال ممن يعملون لديه ويعينونه على سقاية حجاج البلدان الموكله إليه، ولتوثيق المعلومة نشير إلى ما أورده الأستاذ سهيل صابان في كتابه مراسلات الباب العالي الى ولاية الحجاز في الفترة 1283-1291هــ

حيث وردت الوثيقة التالية:


image


الوثيقة تشير إلى شيء من ترتيبات السقاية كجمع التواقيع وتوارث الزمزمية وعليه فالأمر يستدعي السفر الى عاصمة الدولة العثمانية لاثبات ذلك، ومراسلة السلطات بمكة كما توضح رسالة الشيخ محمدحسن العباس الموجهة لأمير مكة حول سقاية الحاج وتنظيمها، وقد يلتبس على البعض فيظنون الزمازمة هم كل من حمل الدورق وعمل على سقاية الحجيج بالمسجد الحرام، الأمر الذي يخالف الموروث والمشتهر فالفرق شاسع بين أفراد طائفة الزمازمة كأسر تعنى بترتيب سقاية الحجاج بتفويض من السلطة وبين حاملي الدوارق والمنتشرون بالمسجد الحرام، ومن الوثيقة أعلاه يتضح أيضا استحالة قيام الزمزمي بسقاية أهل قضاء بأكمله مايستلزم وجود مساعدين وعمال يشاركونه ذلك، وقد تولى آل عباس مشيخة الزمازمة لعدة فترات فكان منهم الشيخ يحيى بن الشيخ أحمد آل عباس شيخ الزمازمة عام 1306هـ، وقد رتبت الدولة أعزها الله في العهد السعودي الزاهر أمر السقاية والزمازمة فأسس مكتب الزمازمة الموحد، وعين الدكتور هشام عبد الله العباس عضوا بمجلس إدارة المكتب.



image
خادم الحرمين الشرفين يرتشف من ماء زمزم المبارك أثناء تدشين مشروع السقيا

بعض أعلام آل عباس من قدماء ومعاصرون:


الشيخ محمود بن سليمان بن أمين العباس



image




صورة نادرة للشيخ محمود بن سليمان بن أمين آل عباس على اليمين بجوار ابنه السيد أمين,ونشير إلى أن الشيخ محمود العباس ابن عم السيد أحمد العباس والد الشيخ محمدحسن العباس

الشيخ محمود بن سليمان بن أمين آل عباس الهاشمي القرشي ابن عم السيد أحمد بن محمد بن أمين العباس والذي هو والد الشيح محمد حسن العباس, ولد السيد محمود بمكة المكرمة عام 1302هـ عمل بمهنة آبائه وأجداده سقاية ماء زمزم ودأب على السفر إلى تركيا عاصمة الدولة العثمانية لعقد ترتيبات سقاية حجاج بيت الله الحرام وكان يرافقه في بعض رحلاته حفيد عمه الشيخ محمد حسن بن أحمد العباس, ويشار إلى ان للشيخ محمود بن سليمان آل عباس وابن عمه الشيخ أحمد بن محمد العباس رحمهما الله تعالى رسالة إلى امير مكة في العهد العثماني تتعلق بترتيبات سقاية زمزم. كما عمل السيد محمود آل عباس بتجارة الذهب من خلال محله بالجودرية قرب الحرم المكي، وكان أول من استورد آلات صب الذهب من تركيا إلى مكة، فكان رحمه الله زمزميا تاجراً لبا نداء خالقه وانتقل إلى جوار ربه عام 1375هـ.-1956م ,أعقب من الأبناء السيد أمين والسيد سليمان والسيد يحيى، رحمهم الله وأعقابهم بمكة وجدة والدمام.







الشيخ أحمد بن محمد بن أمين العباس


المؤذن الزمزمي الشيخ أحمد بن محمد بن أمين بن محمد العباس القرشي المكي,والد الشيخ محمدحسن العباس والمؤذن بالمسجد الحرام, ولد رحمه الله عام 1288هـ بموطن آبائه وأجداه مكة المكرمة ونشأ بها في كنف والده الشيخ محمد العباس الإمام والخطيب بالمسجد الحرام فتتلمذ على الفقه الشافعي وتشرف بالأذان في الحرم المكي وقام بالسقاية خير قيام فقد دأب رحمه الله تعالى على السفر إلى مركز الدولة العثمانية تركيا لعقد ترتيبات سقيا الحجيج مصطحبا ابنه الشيخ محمدحسن العباس، عرف بقوة العزيمة والسؤدد، وله مع ابن عمه الشيخ محمود رسالة موجهة الى حاكم الحجاز عام 1342هــ تتعلق بأمور السقاية وترتيباتها، توفي رحمه الله تعالى عام 1342هـ وعمره أربعا وخمسون عاما وصلي عليه في الحرم المكي رحمه الله تعالى وجمعنا به في جنات النعيم.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أشكر نشركم لهذه المعلومات القيمة عن السادة آل عباس الهاشميين بمكة المكرمة كما نشكر العرش الملكي الهاشمي رعاه الله وأدامه على رؤوس الشعب الأردني على إتاحة الفرصة لهذه الأسرة الكريمة المشهورة بسقاية ماء زمزم المبارك للحديث عن نسبهم ونفيد بأنه قد صدر في نسب آل عباس الهاشميين بمكة المكرمة كتاب:
    (نبذات الوصل لذرية أمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر منصور المستنصربالله العباسي-دار ركابي)
    وهذه إفادة للمؤذن بالمسجد الحرام
    الشيخ ماجد بن إبراهيم العباس الهاشمي عن نسب الأسرة:
    https://youtu.be/TCZkM_or5NY

    ردحذف